مقالات واراء

زن نفسك .. وسلها : كم تستطيعي أن تحملين ؟

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / وائل نصار نصر

من القصص الجميلة التي ذكرتها في إحدى محاضراتي قصة الأسد الضعيف وتدور أحداث القصة حول أسد يجلس في الغابة ويبدو علية الضيق والحزن الشديد فقام أحد الحيوانات بسؤاله : ماذا بك يا أسد ؟؟ لماذا انت حزين ومهموم ؟؟ قال له الأسد : لأنني ضعيف , قال له كيف !! وانت الأسد ملك الغابة .. قال له : نعم انا ضعيف لإنني حاولت أن اطير ولكنني لم استطع وصعدت فوق الجبل وقفزت وحاولت أن اطير ولكنني لم استطع ايضًا وكادت قدمي أن تُكسر لذلك انا ضعيف .. انا ضعيف , ” كذلك قال لي الصقر بأن ” القوي هو الذي يستطيع أن يطير” .
في هذه القصة الصقر خدع الأسد , أو الأسد خدع نفسه , لإنه حاول يزن نفسه بميزان ليس بميزانه .. فهي ميزانها خفة الظل وتصمم أن تزن نفسها بميزان الجمال !! فتجدها محطمه ومهمومه وحزينة , وتلك تريد أن تصبح مثل الفنانة ” س ” من الناس فتجدها فقدت من وزنها الكثيروتصبح سيئة الشكل .. كل منا كما أن له بصمة تميزه عن غيره فله ايضا ميزان خاص به .. كل انسان منا متميز في شئ معين والله عز وجل ميزه بميزة معينة وعليه أن يكتشفها وينميها .
فنصيحتي الاولى : ” أن تزن نفسك بميزانك لا بميزان الاخرين ” .
..

جميعكم لكم امنيات , فمهما كانت تلك الامنيات سواء كانت الثراء او النجومية … الخ , ولكن .. هل احد منكم سأل نفسه يومًا : هل انا أستطيع أن احمل هذا الوزن من تلك الأمنيه ؟ .. تخيل نفسك إنك ذاهب إلى صالة كمال الأجسام , فستلاحظ أن المدرب سوف يبدأ معك بوزن خفيف أو الوزن المناسب لقوتك العضلية في هذا الوقت لا الوزن الذي تريده و الهدف من ذلك في المقام الاول هو مصلحتك والحفاظ عليك .. وإذا قمت بسؤال المدرب لماذا ؟؟ سوف يقول لك : إن العضله تتكون ويتم بنائها مع الوقت والمجهود وبعد فترة من التدريب فإن العضله سوف تنمو وتستطيع أن تصل للوزن المطلوب او ما تتمنى أن تحمله .. لكن تخيل معي اذا بدأت بوزن كبير من البداية فسوف يحدث لك مضاعفات ومن الممكن أن تصاب عضلاتك بأضرار بالغة .. الرزق والامنيات هكذا ايضًا فإذا كانت امنيتك أن تكون غني .. فسل نفسك كم تستطيع أن تحمل ؟؟ واقصد بذلك هل لديك من حسن التصرف والعقل ما يكفي لمعرفة إحتياجات ومتطلبات هذا القدر أو الحِمل من المال ؟؟ وكتير منا يعلم قصة ثعلبه مع رسول الله صل الله عليه وسلم .. حينما طلب من رسول الله صل الله عليه وسلم أن يدعو الله أن يؤتيه مالًا فقال له ” قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ” وكيف كان المال سببًا في هلاكه .
فنصيحتي الثانية : أن تدرب وتنمي نفسك لتصبح على قدر ومسئولية النعمة والأمنية التي تريدها حتى لا تتحول إلى عبء ونقمة وانت لا تدري .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى